أنشئ بواسطة: عهود خلف الرشيدي

.

الخميس، 20 فبراير 2014

قصص في العبقرية


            

       قصص في العبقرية





القصة الأولى:

مواطن بلجيكي دأب طوال 20عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين انه "يهرب" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب (!).
السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: "حتى زوجتي لم تعلم انني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا"!!.

أما عنصر الذكاء هنا فهو ]ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي[.

القصة الثانية:

أيضاً، جاء عن حذيفة بن اليمان انه قال: دعاني رسول الله ونحن في غزوة الخندق فقال لي: اذهب الى معسكر قريش فانظر ماذا يفعلون، فذهبت فدخلت في القوم (والريح من شدتها لا تجعل احداً يعرف احدا) فقال ابو سفيان: يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفا من الدخلاء والجواسيس) فقال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟ فقال مرتبكا: أنا فلان بن فلان!.

وعنصر الذكاء هنا.. (أخذ زمام المبادرة والتصرف بثقة تبعد الشك؟).

القصة الثالثة:

أما أبو حنيفة فتحدث يوما فقال: احتجت إلى الماء بالبادية فمر اعرابي ومعه قربة ماء فأبى إلا أن يبيعني اياها بخمسة دراهم فدفعت إليه الدراهم ولم يكن معي غيرها.. وبعد أن ارتويت قلت: يا أعرابي هل لك في السويق، قال: هات.. فأعطيته سويقا جافا اكل منه حتى عطش ثم قال: ناولني شربة ماء؟ قلت: القدح بخمسة دراهم، فاسترددت مالي واحتفظت بالقربة!!.

.. وعنصر الذكاء هنا (إضمار النية وخلق ظروف الفوز)!!

القصة الرابعة :

وأخيراً هناك حركة ذكية بالفعل قام بها أحد النبلاء الفرنسيين.. فذات يوم عاد لقصره قلقاً متجهم الوجه فسألته زوجته عن السبب فقال: أخبرني الماركيز كاجيلسترو (وكان معروفا بممارسة السحر والعرافة) انك تخونينني مع أقرب أصدقائي فصفعته بلا شعور.. فقالت الزوجة بهدوء: وهل أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟ فقال: بالطبع لم أصدق كلامه، إلا أنه هددني بقوله "إن كان كلامي صحيحا ستستيقظ غدا وقد تحولتَ إلى قطة سوداء"!.. وفي صباح اليوم التالي استيقظت الزوجة فوجدت بجانبها قطة نائمة فصرخت من الرعب والفزع ثم عادت وركعت أمامها تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران.. وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من خلف الستارة وبيده سيف مسلط!.

وعنصر الذكاء هنا هو (استغلال خرافات الآخرين والاتجاه بتفكيرهم لنهاية تخدم مصلحتك)!!.

القصة الخامسة:

عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الاعدام على قاتل زوجته والتي لم يتم العثور على جثتها رغم توافر كل الادلة التي تدين الزوج - .. وقف محامى الدفاع يتعلق بأي قشة لينقذ موكله ... ثم قال للقاضي
"ليصدر حكماً بإعدام على قاتل ... لابد من أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية ..
و الآن .. سيدخل من باب المحكمة ... دليل قوى على براءة موكلي و على أن زوجته حية ترزق !!...
و فتح باب المحكمة و اتجهت أنظار كل من في القاعة الى الباب ...
و بعد لحظات من الصمت و الترقب ...
لم يدخل أحد من الباب ...
و هنا قال المحامي ...
الكل كان ينتظر دخول القتيلة !! و هذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مائة بالمائة بأن موكلى قتل زوجته !!!
و هنا هاجت القاعة اعجاباً بذكاء المحامى ..
و تداول القضاة الموقف ...
و جاء الحكم المفاجأة ....
حكم بالإعدام
لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته !!!
و بعد الحكم تساءل الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم ...
فرد القاضى ببساطة...

عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل و مازالت حية ... توجهت أنظارنا جميعاً الى الباب منتظرين دخولها
الا شخصاً واحداً فى القاعة !!!
انه الزوج المتهم !!

لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت ...
و أن الموتى لا يسيرون

                      
القصة السادسة:

أحدث التلاميذ جلبة شديدة في الفصل فقرر المدرس معاقبتهم بإعطائهم مهمة صعبة ينشغلون في حلها. المهمة التي طُلب من التلاميذ القيام بها هي جمع الأعداد ما بين 1 وَ 100. ظن المعلم أن الهدوء سيعود إلى الفصل وأن انهماك التلاميذ في حل هذه المسالة الحسابية سيستمر ساعات، لكن لم تمض بضعة دقائق حتى تقدم صبي من المعلم وقال له أن محصلة جمع الأعداد هي 5050. انعقد لسان المعلم من الدهشة ثم سأل الصبي: كيف توصلت إلى هذه الإجابة الصحيحة؟. فقال الصبي أنه لاحظ أن ناتج جمع 1 + 100 هو 101، وناتج جمع 2 + 99 هو أيضا 101، وناتج جمع 3 + 98 هو كذلك 101، ويتكرر الأمر حتى نصل إلى 50 + 51، إذا كل ما علينا هو أن نضرب 101 في 50 وهي عدد مرات التكرار فيكون الناتج 5050.


كان هذا الصبي النبيه، ابن السبعة أعوام، هو الرياضي الألماني العبقري كارل فريدرش جاوس. وقد دلت هذا الحادثة على دقة ملاحظته، ورهافة فهمه لعلم الرياضيات كوسيلة مبتكرة لفهم وتوصيف الظواهر الطبيعية. ارتبط جاوس منذ صغره بعالم الأرقام، حتى أنه نفسه كان يقول أنه تعلم الحساب قبل تعلم الكلام. واستمرت هذه العلاقة الحميمة طيلة حياته، نجح خلالها في اكتشاف طبيعة الأعداد الأولية، واستطاع تطوير مفهوم الأعداد المركبة، التي ساعدت في حساب الكثير من الظواهر الفيزيائية. ولم يرتضِ هذا الرياضي الكبير أن تظل أفكاره مجردة تعيش في عالم الجبر والحساب، فاستثمر نظرياته وملاحظاته في مجالات مفيدة من الحياة العملية، مثل قياس سطح الأرض وحساب مسار الأجسام الفضائية وتحديد موعد عيد الفصح فلكيا.

القصة السابعة:
حصلت هذه القصة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك , و في امتحان الفيزياء كان أحد الأسئلة كالتالي : كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام البارومتر ؟ (البارومتر جهاز قياس الضغط الجوي)و الإجابة الصحيحة كانت بديهية وهي قياس الفرق بين الضغط الجوي على الأرض و على ناطحة السحاب .
كانت إجابة أحد الطلبة مفزعة لأستاذ الفيزياء لدرجة أنه أعطى ذلك الطالب صفرا دون إتمام تصحيح بقية الأجوبة و أوصى برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح , فقد كانت إجابة الطالب كالتالي : أربط البارومتر بحبل طويل و أدليه من أعلى الناطحة حتى يمس الأرض ثم أقيس طول الحبل .
قدم الطالب تظلما لإدارة الجامعة مؤكدا أن إجابته صحيحة مائة في المائة و حسب قانون الجامعة عين خبيرا للبت في القضية , و أفاد تقرير الخبير أن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء و قرر إعطاء الطالب فرصة أخرى و إعادة الامتحان شفهيا و طرح عليه نفس السؤال :
فكر الطالب قليلا ثم قال : لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة و لا أدري أيها أختار , فقال له الخبير : هات كل ما عندك , فأجاب الطالب:
- يمكن إلقاء البارومتر من أعلى الناطحة و يقاس الوقت الذي يستغرقه حتى يصل إلى الأرض و بالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة
- إذا كانت الشمس مشرقة , يمكن قياس طول ظل البارومتر و طول ظل الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسببين الطولين و بين الظلين .
- وهناك حل سريع وهو أن نقدم البارومتر هدية لحارس الناطحة مقابل أن يخبرنا بارتفاعها .
- أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض و أعلى الناطحة باستخدام البارومتر .
كان الخبير ينتظر الإجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء, بينما الطالب يعتبرها الإجابة الأسوأ نظرا لصعوبتها و تعقيدها؟؟؟
بقي أن تعرف أن اسم الطالب هو " نيلز بور " و هو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء بل إنه الدنماركي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للفيزياء فيما بعد .


القصة الثامنة:
هذه قصة حقيقية لام سوداء اللون فقيرة الحال غيرت حياة طفلها المحروم صغيرا الى انسان ناجح ومشهور كبيرا ,,

بعد انفصال والدي (( بن )) ، عاش هو وشقيقه مع أمهما . كانت الأم ، العائل الوحيد للأسرة ، جاهلة فقيرة ، وسوداء في ظروف ضيقت على الأسود معيشته بسبب لون بشرته . ولم يؤهلها ذلك إلا للعمل كخادمة في بيوت ميسوري الحال . وبدأ (( بن )) في دراسته الابتدائية كأي طفل في مثل ظروفه . كان معروفاً لدى قرنائه أنه أغبى تلميذ في الفصل . وكانت سيرة من شابه حالهم حاله هي ترك المدرسة والحياة في الشارع ، وربما تعاطي المخدرات والاتجار فيها ، والانضمام إلى عصابة صغيرة أو كبيرة في منطقته . غير أن الأم ذات يوم من الأيام ، أخذت قراراً واحداً ، غير مستقبل ولدها (( بن كارسون )) Ben Carson إلى أبد الآبدين !
كانت الأم تعمل في بيوت الأثرياء ، وترى كيف يعيشون . ولم تكن فطرتها قد فسدت لكي ينتج عن ذلك حقد عليهم ، أو قبول لهذا الاختلاف بين حياتها وحياتهم على أنه قدر لا سبيل لتغييره . كانت تقول لولدها بإلحاح ، أنت ذكي وتستطيع أن تكون مثل هؤلاء الأغنياء . لست أقل منهم في شيء يا (( بن )) ، لديك كل الإمكانات التي تؤهلك لكي تكون ناجحاً وعظيماً . كانت تؤمن بذلك وتبث في نفس ولدها ثقة في نفسه ، لكن ذلك لم يكن كافياً بعد لكي يغير الطفل الصغير من عاداته أو يفعل شيئاً لمستقبله . فالإنسان في طفولته عجينة ملآى بالإمكانات والبذور ، غير أنها عجينة عاجزة لا تدرك كيف تروي بذورها وتروي أرضها الخصبة . وذلك دور الأهل الذي كثيراً ما يغفلون عنه . وذلك أيضاً مصداق قول رسول الإسلام : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
كانت الأم ترى كيف أن الأغنياء يقرأون ، ولديهم في بيوتهم مكتبات خاصة . لابد أنها عملت لدى أغنياء حقيقيين مثقفين ، مثلهم ليس كمثل بعض أغنياء الفساد والقسوة والغباء . فرأت الأم أن السبيل لإخراج ولدها من المصير المظلم الذي ينتظره هو إجباره على استغلال إمكاناته ومواهبه . وذات يوم عادت الأم إلى البيت وأصدرت قراراً بيتياً حاسماً ونهائياً . مطلوب من (بن ) أن يذهب للمكتبة ويختار كتابين كل أسبوع ويقرأهما ، ثم يكتب لها تقريراً عن كل كتاب ! كل أسبوع كتابين ، فإن لم يفعل ، فلن يسمح له بأي مصروف ولن يستطع حتى أن يشاهد التلفاز أو يخرج ليلعب مع أصحابه . عليه أولاً أن يقضى هذا الواجب حتى يستطيع الحصول على ملذاته وأسباب لعبه ولهوه . ضاق الصبي بهذا القرار الظالم ! لكنه لم يستطع إثناء الأم ، فاضطر للخضوع كارهاً مضطراً .
وبدأ (( بن )) يستعير كتابين كل أسبوع ويكتب عنهما تقريراً يقدمه لوالدته . ومع مرور الوقت تحول (( بن )) تلقائياً من أغبى تلميذ في الفصل إلى أنبغهم . بل وحقق نجومية بين زملائه ، وأصبحوا يأتون إليه لمساعدتهم في فهم دروسهم ! وقد بدأ ذلك حينما ألقى أحد المدرسين سؤالاً لم يعرف إجابته أحد . لكن (( بن )) عرف الإجابة ، ليس من كتب المدرسة ، ولكن من الكتب التي قرأها تنفيذاً لأمر والدته . حينها تحرج (( بن )) قليلاً في التطوع للإجابة ، وثم رأى نظرات السخرية حينما تجرأ وقام للإجابة . ثم فاجأ الجميع بإجابة أكثر من وافية ، إجابة قاريء خبير ! حينها أدرك (( بن )) أن هذه القراءات تحقق له تميزاً وتفرداً ، وتجلب له الإعجاب والاحترام . فعرف للقراءة قدرها ، ولذتها ، كيف أنها توسع عالمه ، وترفع قدره . فاستمر في أداء الواجب القرائي بدافع ذاتي ، وانتهى به الحال طبيباً وجراحاً مشهوراً وكاتباً ومحاضراً لامعاً . وأنشاً طلبة في الولايات المتحدة جماعات باسمه تحاول تنفيذ خطة هذه الأم العبقرية ، قرائة كتابين في الأسبوع !
فانظر كيف أدركت الأم أن القراءة هي سبيل إجبار ولدها على إحياء قدراته وتحقيق النجاح في حياته . ثم انظر كيف أجبرته على تقديم تقرير عما يقرأ ، حتى وإن لم تستطع هي قراءة هذه التقارير ، كونها لا تعرف القراءة والكتابة ! كيف علمت أن إعادة صياغة وكتابة ما فهمه من قرائة كتاب واحد خير من قراءة عشرة كتب قراءة عابرة ؟ هذه أم عبقرية أقدم قصتها وما أنجزته في ولدها هدية لنا جميعاً ، أمهات ، وآباء ، وأبناء !



القصة التاسعة:

حكاية طريفة مع العالِم ألبرت أينشتاين
فقد سئم الرجل تقديم المحاضرات بعد أن تكاثرت عليه الدعوات من الجامعات
والجمعيات العلمية، وذات يوم وبينما كان في طريقه إلى محاضرة.. قال له سائق سيارته:
أعلم يا سيدي أنك مللت تقديم المحاضرات وتلقي الأسئلة،
فما قولك في أني أنوب عنك في محاضرة اليوم ،
خاصة أن شعري منكوش ومنتف مثل شعرك..
وبيني وبينك شبه ليس بالقليل ..
ولأني استمعت إلى العشرات من محاضراتك فإن لدي فكرة لا بأس بها
عن النظرية النسبية؟؟؟
فأعجب أينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس..
فوصلا إلى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على منصة وجلس
العالِم العبقري الذي كان يرتدي بزة السائق في الصفوف الخلفية. ....
وسـارت المحاضرة على ما يرام...
إلى أن وقف بروفيسور مغرور ... وطرح سؤالاً من الوزن الثقيل
وهو يحس بأنّه سيحرج به أينشتاين....
هنا ابتسم السائق الظريف وقال للبروفيسور:
سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلّف سائقي الذي يجلس في
الصفوف الخلفية بالردّ عليه..
وبالطبع فقد قدّم "السائق" رداّ جعل البروفيسور يتضاءل خجلاً.


القصة العاشرة: قصة من التاريخ القديم
يحكى أن الملك اليوناني هيرون أمر بصنع تاج من الذهب الخالص ،  وأوكل المهمة إلى صانع بعد أن سلمه وزناً معيناً من الذهب . وفي الموعد المحدد تسلم تاجه ، واعجب بمهارة الصناعة ودقة التنفيذ .. إلا أنه انتابه شك في أن الصانع قد سرق جزءاً من الذهب ، وأنه قام بخلط الذهب بمقدار من الفضة ليحافظ على الوزن ويداري فعلته الشنيعة . والتفت الملك إلى فيلسوفه المقرب أرخميدس وطلب منه توفير حلّ لهذه المعضلة ، وايجاد طريقة يمكن بواسطتها معرفة حقيقة الأمر .
 وهيمنت هذه القضية على تفكير الفيلسوف اليوناني وراح يبحث في الأمر ، فقد كان أرخميدس يعرف كثافة الذهب الخالص ،
 وهي وزن الذهب لوحدة الحجم ، فلو استطاع أن يقيس حجم التاج لسهلت المهمة ، ولأدرك في الحال ما إذا كان التاج مصنوعاً من الذهب الخالص أو مخلوطاً بالفضة . ولكن ما هي الوسيلة لقياس حجم التاج الرائع الصنع بكل ما فيه من تعرجات فنيةجذابة ، وأشكال جمالية متباينة ، وأنماط هندسية متداخلة . لوكان بامكان أرخميدس أن يصهر التاج ،  ولأدرك في الحال ما إذا كان التاج مصنوعاً من الذهب الخالص أو مخلوطاً بالفضة . ولكن ما هي الوسيلة لقياس حجم التاج الرائع الصنع بكل ما فيه من تعرجات فنيةجذابة ، وأشكال جمالية متباينة ، وأنماط هندسية متداخلة . لوكان بامكان أرخميدس أن يصهر التاج ،
ثم يقوم بتحديد حجم سائل الذهب بواسطة وعاء معروف الحجم لتيسّرت العملية .. ولكن صهر التاج سيغضب الملك اليوناني ويثير حفيظته .. ولو كان بإمكان أرخميدس أن يدق التاج بالمطرقة إلى أن يتحول إلى قالب مستطيل الشكل لأمكنه معرفة الحجم ولانتهى الإشكال .. ولكن الملك لن يكون سعيداً على الاطلاق بتحطيم تاجه ، وتحويله إلى مجرد قطعة باهتة المنظر مستطيلة الشكل .. وهكذا أصبحت قضية التاج الشغل الشاغل للفيلسوف اليوناني وصارت هماً ملازماً له حيثما غدا وراح . وذات يوم وبينما هو في الحمام لاحظ أنه كلما أنزل جسمه في حوض الماء ارتفع الماء في الحوض أكثر فأكثر، أي أن جسمه حلّ محلّ جزء من الماء في الحوض . وفجأة برق حل لمشكلة التاج أمام ناظري أرخميدس ، وتبدّت له وسيلة ناجعة للتغلب على المعضلة التي شغلت ذهنه وذهن مليكه ، وقفز أرخميدس من الحمّام ، واندفع في شوارع المدينة وهو يصيح أوريكا.. أوريكا أي  ( وجدتها .... وجدتها ) .
 لقد أدرك أرخميدس أن حجم الماء المزاح في حوض الماء يساوي حجم الجزء المغمور من جسمه في الحوض ، وسارع أرخميدس إلى احضار كتلتين من المعدن إحداهما من الذهب الخالص والاخرى من الفضة النقيّة ، وجعل وزن كل منهما مساوياً لوزن التاج المشكوك في أمره .. ثم قام بغمر كل من هذه الكتل الثلاث ( الذهب والفضة والتاج ) في إناء مملوء بالماء  وجمع الماء المزاح وقاس حجمه في كل حالة من الحالات الثلاث . وبإجراء هذه التجربة اكتشف أرخميدس

 أن كمية الماء التي أزاحها التاج كانت أكبر من تلك الكمية التي أزاحتها كتلة الذهب الخالص ، وأقل من كمية الماء التي أزاحتها قطعة الفضة . وبهذه الطريقة خلص أرخميدس إلى أن التاج لم يكن مصنوعاً من الذهب الخالص ولا من الفضة النقيّة ولكنه كان خليطاً من المعدنين . وهكذا انفضح أمر الصانع الغشاش .

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets