مرحلة الطفولة
قبل أن يولد الطفل ، تهتم
الأسرة بإعداد ما سيحتاج إليه من ملابس .
وعندما يولد ، تهتم باستحمامه
، وملابسه ، وغذائه عن طريق الرضاعة – وتعالجه كلما استشعرت أنه يشكو من مرض .
ثم نتصور أننا فعلنا كل
ما يجب علينا فعله تجاه الوليد الجديد، متناسين أن عقل الطفل يحتاج عناية مثل العناية
التي نعطيها للملابس أو الغذاء أو الصحة ، بل أكثر ، لأن سنوات الطفل الأولى ، هي أهم
السنوات في تكوين ذكاء الطفل ، وفي نمو قدراته العقلية .
لقد أثبتت الدراسات التجريبية
التي قام بها العلماء، أن 50 % من ذكاء الطفل وقدراته العقلية، يتم تكوينها قبل سن
4 سنوات – ومن 4 إلى 8 سنوات ، يتم تكون 30 % أخرى من الذكاء والقدرات العقلية
– ثم من سن 8 إلى 18 سنة ، يتم تكون ال20 % الباقية .
معنى ذلك أن 80 % من ذكاء
الطفل ، وقدراته العقلية ، تتكون كلها في أول سنوات العمر – لذلك يجب عدم إهمال لحظة
واحدة من لحظات هذه السنوات الثمانية ، في مجال الاهتمام بتنمية التفكير والعقل والذكاء
عند الأطفال .
ويعتمد نمو عقل الطفل ،
على ثلاثة عناصر أساسية :
( 1 ) تزويده بالخبرات
الحسية المتنوعة الغنية ، في كل لحظة من حياته.
( 2 ) التشجيع .
( 3 ) المشاركة .
وإليك بعض الوسائل
لتنمية ذكاء الطفل:
تخلصي من الأطعمة قليلة
الفائدة:
قللي من السكريات، دهون
المتحولة والأغذية قليلة الفائدة الأخرى واستبدليها ببدائل عالية بالمغذّيات يمكن لهذه
الأغذية أن تصنع العجائب وتطورِ القدرة العقليِة والحركية للطفل خصوصاً في السنتانِ
الأولى من الحياة. على سبيل المثال، يحتاج الأطفال للحديد لتطويرِ نسيجِ دماغِ صحّيِ،
فالحوافز العصبية تتحرك ببطء أكثر بين الأطفال الذين يعانون من نقص في الحديد. كما
أظهرت الدراسات بأنّ الغذاء السيء يسبب مشاكل للأطفال ويقلل من قدرتهم على مكافحة الأمراض،
لذا فالغذاء أهم عامل في تحسين مستوى ذكاء الطفل.
وقد ثبت علمياً أن هناك
علاقة وثيقة بين تغذية الطفل وبين زيادة معدل الذكاء لدى الطفل منذ الصغر؛ وأن هناك
أصناف من الطعام تساعد في زيادة معدلات الذكاء لدى الطفل، وأخرى تسبب الكسل ونقصان
معدلات الذكاء لدى الأطفال، ومن هذه الأطعمة:
• زبدة الفستق والحليب الكامل الدسم: ثبت علمياً أن زبدة الفستق والحليب الكامل الدسم
والبيض والبروتينات والسمك من الأطعمة التي تساعد بشكل كبير على زيادة معدلات الذكاء
لدى الطفل، لأن الأحماض الدهنية من نوعية أوميجا "3 " لها فوائد كبيرة جداً
لعقل الإنسان، علاوة على أنها تمنع الإصابة بالإحباط فضلاً عن أن لها تأثير كبير على
عملية التعلم، ففي إحدى إحصائيات الصادرة عن منظمة معايير الطعام البريطانية تم التأكيد
على أهمية أن يتناول الطفل وجبتين من الأسماك على مدار الأسبوع لما تحويه من فيتامينات
نافعة بشكل كبير للطفل.
• الكبدة: تأتي الكبدة على رأس قائمة المواد البروتينية، فضلاً عن أنها
تساعد على زيادة تدفق الدماء والأوكسجين لمخ الطفل، وتمنح المخ الحيوية والنشاط والطاقة
وتعمل على تنشيط ذاكرة الطفل وإلى جوارها تقف الأسماك بأنواعها والمحار والدجاج المنزوع
الجلد.
• الفواكه: يعد فيتامين C عنصراً هاماً جداً لصحة الطفل ولذكائه، وطبقاً لدراسة
أجرتها مؤخراً جامعة بون السويسرية فإن فيتامين C المتوافر
بكثرة في الفواكه مثل الجوافة والمانجو والمشمش
والعنب الأحمر؛ يؤدي إلى منح الطفل قدرة ذهنية عالية وذاكرة قوية وحادة؛ نتيجة لاحتواء
هذه الفواكه على عناصر طبيعية وإنزيمات قادرة على شحن خلايا أعصاب المخ، ومن ثم فهي
تزيد من قدرة الطفل على التركيز.
• الحبوب: لا تقل في أهميتها عن البروتين أو الفواكه، ومن أهم هذه الحبوب
القمح والذرة والفول السوداني؛ فتجهيز طبق للطفل مخلوط من هذه الحبوب مع اللبن يؤدي
إلى مد جسم الطفل بالطاقة والنشاط والحيوية؛ فما تحويه الحبوب من دهون وأحماض أساسية
يحتاجها جسم الطفل وتساعد على نموه. بجانب كل ما سبق ينصح بممارسة الرياضة فهي عنصر
هام وأساسي لصحة الطفل، ويفضل ممارسة ساعة من التمرينات الرياضية بشكل يومي للطفل.
ألعاب الفيديو:
نعم، بالرغم من السمعة
السيئة لألعاب الفيديو خصوصا تلك التي تتسم بالعنف، إلا أن بعض الألعاب التي تحاكي
عقل وتفكير الطفل رائعة، فهي تساعده على تطوير تفكير إستراتيجيِ وتخطيط للإستعمال المهارات
أو الإبداعِ، كما تشجع الألعاب المزدوجة على اللعب ضمن فريقِ. وفقا لدراسة أخيرة أجرتها
جامعة روتشيستر تبين أن المشاركين الذين لعبوا ألعاب فيديو كانت قدراتهم البصرية والحركية
أسرع بكثير من نظرائهم الذين لم يلعبوا ألعاب فيديو. وتشمل العاب الفيديو الجيدة الألعاب
البصرية، والحركية مثل اختيار الصور المتشابهة، القفز على الحواجز المختلفة، الرقص
على رقعة تحاكي حركات على الشاشة. لذلك انتقى بعناية نوعية ألعاب الفيديو المناسبة
لطفلك.
تغذية الفضول:
يقول الخبراء بأن الآباء
الذين يشجعون أطفالهم على اكتشاف أفكار جديدة وينمون حب الفضول عندهم يلقنون أبنائهم
درسا ثميناً: إرادة المعرفة هامة. لذا ادعموا هوايات واهتمامات أطفالكم عن طريق تشجيعهم
على الاستفسارات ومنحهم الوسائل المعرفية التي تمكنهم من معرفة المعلومات الصحيحة،
ومن ذلك شراء كتب تعليمية وترفيهية، السفر وزيارة المتاحف وحدائق الحيوانات البرية
والمائية.
القراءة:
هذه الطريقة مجرّبة وحقيقية وغالباً ما توفر أفضل النتائج وترفع من مستوى
الذكاء، كما أن القراءة طريقة تقنية بسيطة لتحسين التعلم والتطوير الإدراكيِ للأطفال
في كلّ الأعمار. إقرأ للطفل في مرحلة مبكرة وشجعه على اقتناء الكتب في مكتبته الخاصة.